هذه المقالة هي الرابعة من سلسلة الآراء الوجيزة حول السياسات بشأن الجائحة التي يتقدّم بها زملاء في مركز بروكنجز الدوحة.
أطلقت الاحتجاجات الأخيرة في الولايات المتحدة نقاشاً حول ما إذا كان من الآمن الاحتجاج في خلال أزمة صحّة عامة تتطلّب تباعد الواحد عن الآخر. وتجري هذه الاحتجاجات في بيئة مشحونة بالعنصرية والسياسات الحزبية وفي خضمّ جائحة، إذ اندلعت في مختلف المدن الكبرى الأمريكية احتجاجاتٌ مناهضة للعنصرية ردّاً على قتْلِ شرطيّ في ولاية مينيابوليس لرجل يدعى جورج فلويد. في الوقت عينه، شهدت عدّة مدن احتجاجات مناهضة للإغلاق، كما جرى عندما دخل محتجّون مسلّحون عنوة إلى دار الولاية في ميشيغان للمطالبة بإعادة فتح الأعمال والشركات.
ويطرح الاحتجاج في خلال جائحة ما أسئلةً صعبة. فهل ينبغي على الحكومة السماح للمواطنين بممارسة حقوقهم المنصوصة في البند الأوّل من الدستور الأمريكي بأمان، عوضاً عن تقييد هذه الحقوق؟ وهل ينبغي عليها التفرقة بين الاحتجاجات المناهضة للإغلاق وتلك المناهضة للعنصرية النظامية ضدّ السود؟ وكيف يكشف التظاهر في خلال الجائحة عن التراتبيّة العنصرية؟
في الوقت الذي حاولت فيه بعض الولايات منع الاحتجاجات المناهضة للإغلاق، يقول فلويد أدامس وجون لانغفورد إنّ محاولات كهذه “تتعارض مع البند الأوّل من الدستور” وإنّه تنبغي حماية المساحة المتاحة للمُعارضة السياسية. بيد أنّ فيرمين ديبراباندر يحذّر من أنّ الطابع العسكري للاحتجاجات المسلّحة في ولاية ميشيغان “ليس هدفه الدعوة إلى النقاش بل إنهاءه”.
ويشير إيميرسون سايكس إلى بدائل أكثر أماناً للتعبير عن المعارضة، مثل الاحتجاج عبر الإنترنت أم في السيّارات. بيد أنّ ماريا أوساليفان تحذّر من أنّ “الاحتجاجات عبر الإنترنت ليست بديلاً عن الاحتجاجات التقليدية في الشارع، لأنها لا تتحلّى بالضرورة بالإمكانية ذاتها للحثّ على التغيير”.
وتكشف المواقف المختلفة التي اتّخذتها المجموعات السياسية حيال الاحتجاجات المناهضة للإغلاق وتلك المناهضة للعنصرية ضدّ السود عن اختلافات شديدة في الطريقة التي يفسّر فيها الأمريكيون الحقوق المنصوصة في البند الأول من الدستور ويمارسونها ويتفاعلون معها. ويقول جاميل بوي إنّ دور الهوية العرقية في التأثير في ردود الفعل هذه غاية في الأهمّية.
ينبغي على السياسات بشأن فيروس كورونا المستجدّ أن تتخطّى مسألة القضاء على المرض فحسب، إذ ينبغي عليها أن تعالج العنصرية النظامية التي تتسبّب في معاناة متفاوتة للسود والمجتمعات الضعيفة الأخرى بسبب الفيروس، وأن تعكسها أيضاً. فالحقّ بالاحتجاج هو تعبير مهمّ عن هذا المطلب، حتّى لو ممارسة هذا الحقّ كشفت مؤخراً وبشكل مؤلم عن تراتبيات عنصرية متأصّلة.
تجدون في ما يلي مجموعة مختارة صغيرة من المقالات لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع.
The Right of the People to Protest Lockdown, Floyd Abrams, Visiting Lecturer at Yale Law School and John Langford, Counsel at Protect Democracy, May 19, 2020
https://www.nytimes.com/2020/05/19/opinion/coronavirus-first-amendment-protests.html
The Great Irony of America’s Armed Anti-Lockdown Protesters, Firmin DeBrabander, Professor of philosophy at the Maryland Institute College of Art, May 13, 2020
https://www.theatlantic.com/ideas/archive/2020/05/guns-protesters/611560/
How to Protest in a Pandemic, Emerson Sykes, Staff Attorney at the American Civil Liberties Union, May 1, 2020
https://www.aclu.org/news/free-speech/how-to-protest-in-a-pandemic/
Is protesting during the pandemic an ‘essential’ right that should be protected?, Maria O’Sullivan, Senior Lecturer at and Deputy Director of the Castan Centre for Human Rights Law, Monash University, April 21, 2020
The Anti-Lockdown Protesters Have a Twisted Conception of Liberty, Jamelle Bouie, Opinion Columnist at The New York Times, May 8, 2020
https://www.nytimes.com/2020/05/08/opinion/sunday/anti-lockdown-protesters.html
Commentary
Op-edالسياسات بشأن الجائحة: هل للاحتجاج وقتٌ مناسب، وطريقة مناسبة، في خلال جائحة ما؟
الأربعاء، 3 يونيو 2020